نورالله ياسين أمين «ياسو»، واحدة من نجمات فريق طائرة النادي الأهلي «فتيات الذهب»، الذي توج هذا الموسم بأربعة ألقاب، هي: الدوري، وكأس مصر، والبطولتين العربية، والإفريقية.

وبالرغم من صِغر سنها، إلا أنها نجحت مبكرًا في تسطير اسمها بحروف من نور، وسط كتيبة فتيات الذهب الأهلاوية، التي واصلت تصدرها مشهد البطولة في التتويج بكل الألقاب المحلية والإفريقية.

نجمة الأهلي الشهيرة بـ«ياسو»، نجلة نجم مصر والنادي الأهلي الأسبق الكابتن ياسين أمين، تروي في السطور التالية رحلتها مع الكرة الطائرة، والتي بدأت في الخامسة من عمرها.. إلى الحوار:

* كيف جاءت بدايتك مع الكرة الطائرة؟
** بدأت في سن مبكرة للغاية.. وتحديدًا في الخامسة من عمري، حيث كانت رغبة والدي، نجم مصر والنادي الأهلي الكابتن ياسين أمين، في أن أصبح لاعبة كرة طائرة، وبحكم أنني الابنة الأولى له، كان الاهتمام المركّز لصناعة بطلة جديدة في اللعبة، وبالفعل بدأت اللعبة في سن الخامسة، وشاركت مع من هم أكبر مني، وتحديدًا فريق 8 سنوات حتى تشكل فريق يضم جيلي من سن الـ8 سنوات، ووقتها.. كنت أمارس اللعبة فعليًا، حيث تدرجت في فرق الناشئات حتى تم تصعيدي للفريق الأول.

* متى جاء تصعيدك للفريق الأول؟
** عند سن الـ13، تَابَعَني وقتها الكابتن حمدي الصافي، وقام باستدعائي للمران مع الفريق الأول، ووجدت دعمًا غير طبيعي من لاعبات الدرجة الأولى اللاتي قدمن كل سبل الدعم والمساندة لي، وشعرت بأريحية شديدة في التدريب، وخوض المباريات معهن، حتى تمكنت من تثبيت أقدامي في الفريق.

* ما أصعب المراحل التي مررتِ بها حتى وصلتِ إلى مرحلة النضج مع الفريق الأول؟
** دعني أخبرك أمرًا هامًا، وهو أن مستوايَ لم يتطور فنيًا سوى في الثانية عشرة، حيث قبلها أعترف أن أدائي كان عاديًا للغاية، ولم أكن «فلتة».. ولكن بتوفيق المولى عز وجل في المقام الأول، وبالاجتهاد والتدريبات بالطبع نجحت في تحقيق طفرة كبيرة في مستواي الفني والبدني.
وتابعني الكابتن حمدي الصافي، وقام بتصعيدي للمران مع فريق الدرجة الأولى، ووجدت ترحيبًا شديدًا من لاعبات الفريق الأول، حتى أصبحت عنصرًا أساسيًا في الفريق، ونجحت في المساهمة معهن في تحقيق العديد من البطولات المحلية والإفريقية.

* هل تتذكرينَ عدد البطولات التي نجحتِ في تحقيقها مع الفريق؟
** على مستوى الناشئات، لا يمكن حصر عدد البطولات التي حققتها مع الأهلي، حيث أننا كنا نحصد جميع البطولات في هذه المراحل العمرية، وبالنسبة للدرجة الأولى.. حققت 4 بطولات للدوري، وبطولتين لإفريقيا، ومثلهما عربيًا.

* ما أغلى بطولة بالنسبة لكِ في رحلتك مع الأهلي؟
** بطولة إفريقيا التي تُوجنا بها مؤخرًا على حساب قرطاج التونسي.

* لماذا؟
** بطولة إفريقيا -في الأساس- هي بطولة الأهلي المفضلة، التي اعتدنا حصدها، وما حدث العام الماضي بالخروج من البطولة أمام الشمس كان أمرًا عابرًا، حيث نجح فريق قرطاج في الفوز بها. ومن ثم تعاهدنا على استعادتها هذا الموسم وهو ما حدث بالفعل. وداخل الفريق.. كنا نتحدث دائمًا عن أمر مهم للغاية، وهو أن بطولة إفريقيا هي ملك للأهلي، في الأساس، وفقدانها الموسم الماضي يعد حدثًا عارضًا، ونجحنا في تداركه سريعًا بالفوز بها هذا الموسم.

* ماذا عن الاحتراف؟
** أتطلع بشدة لتحقيق خطوة الاحتراف، خاصة وأنه حلم يراودني، وأتطلع بقوة للوصول إليه.

* هل تلقيتِ أي عروض احترافية؟
** نعم.. ولكن الأمور تأجلت.

* لماذا؟
** العروض التي وصلتني كانت من أندية جامعات في أوروبا، وبالنسبة لي.. لن أتمكن من إتمام الأمر في الوقت الحالي، خاصة وأنا ما زلت في دراستي بالثانوية، تلك التي تدفعني للحصول على عرض «دراسة ورياضة»، وهو ما توفره بعض الأندية الأوروبية. ومن ثم تبقى هذه الخطوة مؤجلة بالنسبة لي، ولكن سأتمسك بالوصول إليها بأن أستكمل دراستي في إحدى الجامعات الأوروبية، ومعها أتواجد في فريق الجامعة لاستكمال أحلامي مع اللعبة.

* الأهلي نجح هذا الموسم في التتويج بكل البطولات، سواء دوري أو كأس أو بطولة عربية أو إفريقية.. كيف نجحتن في تحقيق ذلك؟
** الأهلي يلعب دائمًا على المركز الأول.. ولا ينتظر أي شيء سوى البطولة. ومن ثم تعاهدنا منذ بداية الموسم على حصد كل البطولات، وكانت بطولة إفريقيا في المقام الأول بالنسبة لنا، خاصة بعد وداعها الموسم الماضي، ومن ثم تعاملنا مع الموسم خطوة خطوة.. حتى نجحنا في إتمام المهمة بنجاح، حيث كانت البداية مع حصد البطولة العربية، وأعقبها التتويج بالبطولة الإفريقية، وبعدها حسمنا الدوري، وبعده كأس مصر.

* البعض يردد أن المنافسة المحلية تدفع الأهلي دائمًا للسيطرة على كل بطولات الطائرة.. هل تتفقين مع هذه الآراء؟
** ردّت بثقة: «الأهلي ينافس نفسَه محليًا..!»، فنحن لا نسيطر على كل البطولات المحلية في الطائرة فقط، ولكن الأمر يمتد إلى جميع الألعاب.. بداية من كرة القدم، مرورًا بألعاب الصالات، وصولًا إلى باقي الألعاب، ولكن تبقى المنافسة دائمًا على الصعيد الإفريقي، وهو ما يحدث أيضًا في كرة القدم، فعلى صعيد فريق الكرة، نرى أن الأهلي يحقق كل البطولات المحلية، ويجد منافسة قوية في البطولات الإفريقية، وبالنسبة لنا لا نجد أي منافسة على الصعيد المحلي، ويمكن التأكيد على أن المنافسات القوية دائمًا تبقى حاضرة بقوة على الصعيد الإفريقي.

* ماذا عن دور الكابتن حمدي الصافي وجهازه المعاون في نجاحات طائرة الأهلي، هذا الموسم؟
** الجهاز الفني، بقيادة الكابتن حمدي الصافي، يبذل معنا مجهودًا كبيرًا للغاية.. ويدعمنا بقوة، وهذا الموسم قدّم لنا كل شيء من أجل تحقيق كل البطولات التي شاركنا بها.
وداخل الأهلي.. نتعامل كأسرة واحدة، والكل يخشى على مصلحة الآخر، ونتطلع دائمًا لدعم بعضنا البعض، ونشعر أننا نسيج واحد يبحث عن النجاح في كل خطواته.

* كلامكِ يؤكد أن الأهلي وجد منافسة قوية هذا العام على الصعيد الإفريقي في البطولة الأخيرة؟
** بالتأكيد.. فقد كان معنا أندية قوية، سواء الأنابيب أو السجون الكينييْن، بالإضافة إلى قرطاج التونسي حامل اللقب.
ويكفي التأكيد على أن المستويات بين الأندية القوية على صعيد فرق السيدات متقارب للغاية، وكل الفرق القوية تمتلك فرصًا ثابتة للفوز بالبطولة.. ومن ثم فإننا حققنا بطولة إفريقيا هذا الموسم التي، تعد بطولة غالية جدًا.

* ما تعليقكِ على الدعم الكبير من مجلس إدارة النادي الأهلي، برئاسة الكابتن محمود الخطيب، لألعاب الصالات بالنادي هذا العام؟
** أرى أنه دعم كبير جدًا على كل المستويات، ولعب دورًا كبيرًا في كل الإنجازات التي تحققت، وتواجُد المجلس دائمًا خلف الفريق في كل البطولات أمر أسعدنا للغاية، ومنحنا طاقة رهيبة لخوض موسم ولا أروع!
كما أن اهتمام المجلس بألعاب الصالات أمر إيجابي للغاية، ويسعد جميع الفرق الرياضية، خاصة وأنه يمنحها ثقة السعي لحصد البطولات.

* وماذا عن جماهير الأهلي؟
** الحديث عن جماهير الأهلي يحتاج مجلدات. فهم المحرك الأساسي لنا ودافعنا الأول لتحقيق البطولات، وعلى المستوى الشخصي.. أعشق اللعب وسط حضور جماهير الأهلي العظيمة، وأستمد قوتي وطاقتي منها، وأعشق أغانيهم وهتافاتهم التي تهز الصالة دائمًا، وأحفظها بشدة.
وأتمنى دائمًا أن يتواجدوا بكثافة في كل مبارياتنا المحلية والعربية والإفريقية، خاصة وأنهم عنصر لا غنى عنه في نجاحات الفريق، وبالنسبة لي لم أنسَ ما قدمتْه في البطولة العربية في وقت سابق، وسط جماهير الأهلي التي حفزتنا بشدة هذا الموسم، وساهمت بشكل كبير في التتويج بكل البطولات، وتحديدًا البطولة الإفريقية.. وأوجه لهم رسالة أننا ننتظرهم دائمًا في جميع مبارياتنا من أجل تحفيزنا.

* كيف تنظرين إلى مستقبلكِ مع منتخب مصر؟
** بفضل الله وتوفيقه.. أتواجد مع منتخب مصر الأول، وأيضًا كل المنتخبات الوطنية بمختلف أعمارها السنية، ولديَ طموحات لا تعد ولا تحصى مع المنتخب الوطني، ولدينا ارتباط هام في يونيو القادم مع المنتخب في بطولة البحر المتوسط في إسبانيا، وأتمنى أن نقدم أداءً مشرفًا فيها، في ظل المنافسة الصعبة والشرسة المنتظرة خاصة، وأن البطولة ستشهد مشاركات من منتخبات قوية للغاية.