تتعرض اللعبات الأخرى ونجومها إلى ظلم كبير في مصر على مستوى الاهتمام مقارنة بكرة القدم، إلا أن ذاكرة الجمهور دائمًا لا تنسى من خدم وأعطى القميص كل ما يملك حتى اعتزاله، وهذه هى مخلص العلاقة بين الأسطورة طارق الغنام الذي أعلن اعتزال كرة السلة، أمس الخميس، وجمهور الأهلي العاشق للسلة والذي وضع الغنام بطلًا متوجًا على عرش اللعبة في القلعة الحمراء.
ليس من السهل أن تحضر مباراة في الألعاب الأخرى وتجد خلالها هتافات وتشجيعات خاصة للاعبين من جانب الجمهور، ولكن هذا كان يحدث مرارًا وتكرارًا إذا كان من في أرض الملعب هو طارق الغنام معشوق الجماهير الحمراء التي اعتادت أن تهتف له “يمين شمال.. تعالى يا غنام” و”العو أهو”، وكان مشهد الهتاف للغنام عقب نهاية بطولة إفريقيا للأندية التي أقيمت في الأهلي بنهاية العام الماضي خير دليل على العلاقة الرائعة بين الجمهور واللاعب.
الغنام الذي بدأ خطواته الأولى مع السلة والأهلي قبل 32 عامًا من الآن عندما انضم إلى قطاع الناشئين في القلعة الحمراء في عمر الـ7 سنوات.. جاء الوقت الذي يكتب خلاله السطور الأخيرة من مسيرته الرائعة التي شهدت التتويج بالدوري 5 مرات وبطولة الكأس 8 مرات و5 بطولات لمنطقة القاهرة وبطولتي إفريقيا للأندية أبطال الكؤوس عامي 1999 و 2001، وأخيرًا بطولة إفريقيا للأندية أبطال الدوري التي نظمها الأهلي في نهاية عام 2016.
تألق الغنام في كرة السلة يعود إلى خروجه من أسرة رياضية خالصة إذ أن والده طه الغنام نجم كرة السلة الأسبق وشقيقته رحاب الغنام كانت إحدى بطلات الأهلي في كرة السلة وعضو منطقة القاهرة للسلة .
اشتهر الغنام بالتميز في المتابعة “rebound” فكان أول من تجده يسعى إلى التقاط الكرة تحت السلة حتى بعد أن تقدم في العمر من الصعب أن تجد لاعب شاب يستطيع أن يجاريه في المتابعة، لذلك شاهدناه يتوج بلقب أحسن “rebounder” في بطولة إفريقيا للأندية الأخيرة، والتي كانت تضم أفضل أندية ولاعبي القارة السمراء.