تحل اليوم الذكرى الخامسة عشرة لرحيل أحد أشهر نجوم الكرة المصرية، وأبرز أيقونات الانتماء للنادي الأهلي، الكابتن ثابت البطل، حارس مرمى النادي الأهلي ومنتخب مصر السابق، الذي وافته المنية في مثل هذا اليوم من العام ٢٠٠٥.
ثابت البطل، الذي عاش ثابتًا على مبادئ وثوابت النادي الأهلي، مؤمنًا بها، ومجاهدًا في سبيل تطبيقها، ومات بطلًا في سبيل رفعة راية النادي، وكانت له بصمة واضحة في مسيرة القلعة الحمراء.
البداية مهاجمًا لفريق سكر الحوامدية
ولد ثابت البطل في محافظة الجيزة، وتحديدًا في مدينة الحوامدية في السادس عشر من سبتمبر العام ١٩٥٣، واستهل مشواره مع الساحرة المستديرة ضمن فريق سكر الحوامدية في مركز الجناح الأيسر، قبل أن تقوده الصدفة إلى مركز حراسة المرمى، بعدما تعرض حارس مرمى فريقه للإصابة، لينوب عنه البطل مستهلًّا رحلة التألق.
ويعد البطل أحد اكتشافات «عبده البقال»، كشاف الأهلي التاريخي، أثناء قيامه بمهام عمله في البحث عن المواهب القادرة على ارتداء قميص النادي الأهلي، في فترة بالغة الصعوبة، شهدت توقف النشاط الكروي في مصر، واعتزال النجوم، وكان الأهلي في مرحلة إعداد جيل جديد، والمعروف تاريخيًّا بـ«جيل التلامذة» لينضم ثابت البطل إلى الأهلي في العام ١٩٧٢.
سجل حافل من البطولات
حقق ثابت البطل طوال مشواره الكروي مع الفريق الأول لكرة القدم بالأهلي، الذي امتد إلى ١٧ موسمًا كرويًّا، العديد من الألقاب، منها 11 لقبًا للدوري و7 ألقاب لكأس مصر، بالإضافة إلى لقبين لدوري أبطال إفريقيا، وثلاثة ألقاب لبطولة إفريقيا للأندية أبطال الكؤوس ولقب للكأس الأفرو-آسيوية.
تقلد ثابت البطل شارة قيادة الأهلي عقب اعتزال الكابتن محمود الخطيب العام 1987، ليصبح واحدًا من الذين تقلدوا شارة قيادة الفريق الأول لكرة القدم بالنادي.
مسيرة دولية وأرقام قياسية تاريخية
استهل الراحل مسيرته مع النجومية من خلال منتخب مصر، بعدما شارك في صفوف الفراعنة ببطولة القنيطرة الودية قبل ظهوره الرسمي مع الأهلي.
شارك البطل بقميص المنتخب في العديد من البطولات الإقليمية والعالمية، وكان صاحب دور البطولة المطلقة في استعادة مصر للقب بطولة كأس الأمم الإفريقية العام ١٩٨٦ بعد غياب طويل، إلى جانب مشاركته في بطولة كأس العالم ١٩٩٠.
كان البطل حارس مرمى عملاقًا يشار إليه بالبنان، ويحمل رقمًا قياسيًّا في الحفاظ على نظافة شباكه بـ1442 دقيقة متتالية في حماية مرمى الأهلي.
رحل البطل وظل اسمه يتردد بين أساطير حراسة المرمى على مستوى العالم.
إداري ناجح بشهادة الجميع
عقب اعتزال ثابت البطل، اتجه للعمل مدربًا لحراس المرمى، قبل أن يتم اختياره من قبل مجلس إدارة النادي الأهلي لشغل منصب مدير الكرة، ليقدم نموذجًا إداريًّا أهلاويًّا، بعد أن وضع شعار «الأهلي فوق الجميع» في قراراته.
وترك البطل منصب مدير الكرة، وعندما كلفه مجلس إدارة الأهلي بتولي منصب مدير الكرة مجددًا، أثناء عمله في ليبيا مقابل راتب شهري ضخم؛ سارع بتلبية نداء النادي، مُضحيًا بالامتيازات المادية التي كان يحصل عليها، قائلا جملته الشهيرة «الأهلي صاحب الفضل على الجميع».
وعندما رحل بعض نجوم الفريق وقالوا إن الأهلي لن يحقق بطولات، قال ثابت البطل مقولته التاريخية «إذا كان رحيل هؤلاء عن النادي الأهلي سيحرمه من البطولات فليقفل الأهلي أبوابه فورًا.. النادي الأهلي لا يقف على أحد».
إخلاص حتى نهاية المشوار
رحل ثابت البطل ولا يزال مشهد ظهوره في مباراة الزمالك وهو يلتحف ببطانية لحماية جسده الذي أنهكه المرض، ليكشف المعدن الغالي لهذا الرجل، الذي رفض الخلود إلى الراحة وفريقُه مقبلٌ على مباراة الزمالك، ليصمم على التواجد على مقعده مديرًا للكرة، رافضًا الذهاب إلى منزله قائلا: «أنا هنا أحسن»، وذلك قبل ساعات من انتقاله إلى جوار ربه، لتأتي ثلاثية الأهلي في شباك الزمالك أفضل هدية من الفريق في وداع مدير الكرة.
وجاءت لقطة الختام من محمد أبوتريكة، نجم الأهلي السابق، بعدما مارسَ هوايته في هز شباك الزمالك، وسجل الهدفين الثاني والثالث، وحرص على التوجه للبطل وطبع قبلة على جبينه؛ تقديرًا لدوره وتضحيته من أجل الأهلي.
رحم الله ثابت البطل الذي كان بطلًا في الذود عن عرين القلعة الحمراء، وثابتًا على قيم ومبادئ الأهلي.