عبر السويسري مارسيل كولر، المدير الفني الجديد للنادي الأهلي، عن سعادته بتولي مسئولية القيادة الفنية للفريق الأول لكرة القدم لنادي القرن في إفريقيا، وصاحب الشعبية الجارفة في الشرق الأوسط وإفريقيا، مؤكدًا أنه سيبذل قصارى جهده لتحقيق النجاح مع هذا النادي، وإسعاد جماهيره الكبيرة في كل مكان.
وقال كولر في الحوار الذي اختص به الموقع الرسمي للأهلي إن تولي القيادة الفنية في الأهلي تجربة جديدة وتحدٍّ كبير يتطلب من الجميع التعاون والتكاتف والالتزام بروح الفريق؛ حتى يتحقق النجاح، مشيرًا إلى أنه عمل لسنوات طويلة في ألمانيا والنمسا، ويدرك جيدًا أن التدريب في نادٍ بحجم بطل إفريقيا سوف يكون مختلفًا للغاية، ويتطلب مزيدًا من الجهد والعمل.
وعن زيارته لمقر الأهلي بالجزيرة فور وصوله إلى القاهرة أوضح: «وصلت إلى المطار وركبت السيارة، وقدمت إلى النادي، وما وجدته كان شيئًا ساحرًا بالفعل، وقد منحني ذلك دوافع كبيرة للعمل؛ من أجل تقديم الأفضل خلال الفترة المقبلة التي نسعى خلالها إلى تحسين الأمور في كافة الاتجاهات».
وانتقل كولر إلى الحديث عن المفاوضات التي جرت معه لتولي المهمة، مؤكدًا أنها سارت بشكل رائع للغاية، بعدما تحدث معه الكابتن محمود الخطيب، رئيس النادي، مؤكدًا أنه كان لاعب كرة قدم، وهو ما لعب دورًا مهمًّا في نجاح المفاوضات، مشيرًا إلى أنه شاهد بالفعل عددًا من مباريات الأهلي، وحصل على الكثير من المعلومات عنه.
وأضاف: «بدأت معرفة الكثير عن الفريق، ولكن بالطبع الرؤية على أرض الواقع ستكون مختلفة عما شاهدته من لقطات مسجلة. وعندما أشاهد اللاعبين على أرضية الملعب وقتها يمكن تكوين وجهة نظر عن مستواهم الفني، وما يمكنهم تقديمه للفريق، وبالتأكيد عندما شاهدت بعض المباريات كان لديَّ العديد من الملاحظات التي سوف تكون بداية عملي مع اللاعبين خلال الفترة المقبلة».
وأكمل: «رغم مشاهدتي للفريق إلا أنني لا أريد الإفصاح عن ملاحظاتي على الملأ، لأنه من المهم جدا أن نتحدث مع اللاعبين في البداية، ولديَّ الكثير من الأفكار، وبكل تأكيد هناك بعض الأمور أريد تغييرها، ويجب أن ننقل هذه الأفكار إلى اللاعبين في البداية والعمل بقوة على تطبيقها في أرض الملعب».
وأوضح المدرب السويسري أنه خلال العامين الماضيين خضع لجراحة في الركبة، وهو ما جعله يبتعد عن التدريب، بالإضافة إلى تفشي فيروس كورونا، ولكنه استغل هذه الفترة في مشاهدة المباريات بشكل أكبر، ودراسة وقراءة الكثير من طرق اللعب وأساليب تطوير الفرق بدنيًّا وفنيًّا.
وأشار إلى أنه عمل خلال هذه الفترة على تطوير طريقته في التدريب، والوصول إلى أفكار جديدة، وأنه بالتأكيد سوف يسعى لتوصيل هذه الأمور إلى لاعبي الأهلي وتطبيق فلسفته في اللعب بشكل عملي؛ من أجل قيادة الفريق للفوز بالبطولات.
وأضاف: «لست مدربًا صغيرًا، لكن لديَّ خبرة كبيرة في عالم التدريب. منذ فترة وأنا أعمل في مجال كرة القدم، ولديَّ شغف كبير بها، وقد اكتسبت خبرات كثيرة من خلال عملي مع الأندية في سويسرا وألمانيا، ومع منتخب النمسا. أحب هذا العمل ولديَّ حماس كبير لوظيفتي.
وأعتقد أن تواجدي في الأهلي مهمة جديدة، أريد أن أحقق النجاح بها. بكل تأكيد تدريب فريق مثل النادي الأهلي يعتبر فرصة كبيرة لنا للعمل في إفريقيا. وقد حضرت إلى القاهرة سنة 1988 كلاعب مع منتخب سويسرا ضد منتخب مصر، وما زلت أتذكر هذه الزيارة».
وعن البطولات التي يأمل في الفوز بها قال: «أسعى إلى تحقيق دوري أبطال إفريقيا، وبكل تأكيد أن أحقق مع الفريق البطولات المحلية. هدفنا تحقيق جميع البطولات مع الأهلي، وأن نحقق النجاح على الصعيد العالمي».
وأضاف: «تحقيق البطولات يحتاج إلى الكثير من الجهد والعمل، وأثق أن اللاعبين سيقدمون كل ما يمكن من أجل الفوز».
وأكمل: «ما أطلبه دائمًا من لاعبي الفريق أن يظهروا الاحترام والجودة العالية، بالإضافة إلى التركيز، وأن نتقن مختلف أنواع التمريرات بالكرة، وحين نفقد الكرة يجب أن نعمل على سرعة استعادتها من خلال الضغط على المنافس، ووضعه تحت ضغط مستمر وبشكل أسرع».
وأضاف: «يجب أن يكون هناك تعاون بين جميع أفراد المنظومة، فلا يوجد شخص قادر وحده على تحقيق النجاح، وبالتأكيد نحتاج إلى الدعم من الجميع في النادي. نحتاج إليكم كفريق إعلامي، نحتاج إلى دعم الجميع، حتى عمال النظافة سيكون لهم دور في النجاح، ومن الجيد أن يكون هذا الشعور موجودًا داخل الفريق. عندما نجتمع على ذلك سوف نصبح متكاتفين، وعندما تتواجد هذه الروح في الملعب تصبح الأمور في طريقها الصحيح، ونحقق النجاح. يجب أن يظهر الفريق جودة عالية ليس فقط في التدريبات ولكن في المباريات. يجب أن تقدم كل ما لديك حتى يطلق الحكم صافرته».
واستكمل: «بالطبع أحتاج إلى المساندة والدعم من الجميع، وأنتظر هذه المساندة، ويجب أن يقدم الجميع كل شيء؛ حتى نستطيع تحقيق النجاح. ومن الضروري أن يمتلك الفريق الحمية، وأن نظهر الحماس من أجل الأهلي، وعندما يطلق الحكم صافرته سوف نكون راضين عن الأداء الذي قدمناه، ويجب ألا نفقد تركيزنا حتى يعلن الحكم نهاية المباراة».
وتحدث كولر أن التحدي الكبير بالنسبة له هو العمل في بلد مختلف من حيث الثقافة، والعقلية المختلفة بين القاهرة وأوروبا بالنسبة للجماهير، وأنه سوف يعمل على تفهم ذلك والتعامل معه والسعي لتحقيق النجاح.
وأشار إلى أن جراسهوبرز نادٍ كبير في سويسرا ولكنه ليس بحجم الأهلي، ولكن كانت لديه ثقافة الفوز بكل مباراة، وخلال فترة لعبه حصل معه على خبرات عديدة، بعدما تربى بين جدرانه منذ أن كان عمره 12 عامًا، وتشبع بثقافة الفوز بكل مباراة والانتصار على المنافسين، مؤكدًا أنه لم يكن هناك بديلٌ عن الفوز، واستمرت هذه الثقافة معه بعد صعوده للفريق الأول، وثقافة الفوز هذه موجودة داخل النادي الأهلي الذي يسعى دائمًا للفوز بالبطولات بشكل مستمر.
وقال كولر إن هناك فرقًا كبيرًا بين اللعب والتدريب، كمدرب تكون مسؤولًا عن كل شيء له علاقة بالفريق، ولكن عندما تكون لاعبًا فتركيزك ينصب فقط على الأداء في الملعب، وإحراز الأهداف وتقديم الواجبات الدفاعية. مؤكدًا أنه استفاد كثيرًا خلال فترة لعبه من الإصابات التي تعرض لها، مشيرًا إلى أنه يعرف جيدًا صعوبة عودة اللاعبين من الإصابة، وأنه من الصعب على من لم يلعب كرة القدم أن يتفهم هذا الأمر، وحجم العمل الذي يحتاجه اللاعب للعودة من الإصابة.
وأوضح: «لقد تعرضت لإصابة قوية في الركبة حينما كنت في التاسعة عشرة من عمري، قبل وصولي للفريق الأول، وكنت مدركًا أنه إذا أردت العودة فلا بد أن أمتلك العقلية والإصرار اللازمين لذلك، ويجب عليَّ أن أعمل بكل قوة للعودة للملعب من جديد، ويجب عليَّ أن أكمل عملية العلاج، وأبدأ عملية التأهيل والعودة. كنت أعمل مع الأطباء وإخصائي التأهيل، وكانت العقلية أهم شيء في تلك الفترة لكي أعود للملاعب».
واستطرد: «كنت أعرف أني سأستمر فترة طويلة بعيدًا عن التدريبات مع زملائي، وبعيداً عن أصدقائي، وأعمل فقط في الجيم مع مدرب الأحمال عن طريق رفع الأوزان والجري والتدريب المستمر. العقلية كانت مهمة لكي أعمل بكل قوة للعودة مرة أخرى. لو لم أمتلك هذه العقلية لكان من الممكن أن تنتهي مسيرتي، ولكن كانت لديَّ العقلية والقوة للعودة من الإصابات».