بيتسو موسيماني، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي اختص الموقع الرسمي للنادي بحوار شامل تحدث فيه عن كواليس الفوز على الترجي التونسي والوصول إلى المباراة النهائية لدوري أبطال إفريقيا.. وكيف يستعد لمواجهة كايزر تشيفز، في ظل جدول الدوري المضغوط وكيفية تأهيل اللاعبين للفصل بين المواجهات القارية والمحلية، كما تحدث موسيماني عن علاقته باللاعبين وتوظيفه لهم في أكثر من مركز واصعب مباراة خاضها في دوري الابطال واختتم حواره بالحديث عن الدعم الذي يلقاه من إدارة النادي تحت قيادة الكابتن محمود الخطيب وغيرها من الأمور التي تخص الفريق في الفترة الحالية في هذا الحوار.
لم يكن التحضير سهلًا لمباراتي الذهاب والعودة أمام الترجي، فكل لقاء منهما يحتاج إلى طريقة لعب مختلفة، وأحيانا نحتاج إلى تغيير طريقة اللعب وفقا لسير المباراة وفي مباراة الذهاب، أعتقد أننا بدأنا أول عشر دقائق بشكل جيد للغاية، لكن في لقاء العودة، بدأ الترجي اللقاء أفضل منا، وأظن أن هذا كان بسبب شعور اللاعبين بضرورة الحفاظ على التقدم الذي تحقق في لقاء الذهاب، لذلك لم يكن الأمر سهلا، والمباراة كانت صعبة للغاية، ولكن في النهاية نجحنا في تحقيق الفوز بثلاثة أهداف، وصعدنا للمباراة النهائية.
ماذا دار بينك وبين اللاعبين في أول حديث جمعك بهم بعد مباراة الترجي؟
لم نتحدث عقب اللقاء مباشرة، ولكن تحدثنا في اليوم التالي، وقمت في البداية بتهنئتهم بالوصول للنهائي، وقلت لابد أن نغلق صفحة دوري الأبطال مؤقتا؛ من أجل التحضير لمباريات الدوري، خاصة أننا أمام مباراة مهمة مع بيراميدز، وهو فريق جيد، مما يستلزم الاستعداد الجيد لهذه المواجهة، وأن نسير بخطوات ثابتة في الدوري، ونحقق نفس النجاحات التى نحققها في دوري الأبطال، وأنتم تعلمون هذا جيدا، ولهذا يجب علينا أن نفكر في لقاء بيراميدز ونترك النهائي الإفريقي جانبا؛ من أجل الاستمرار في طريق الانتصارات.
من المهم للغاية أن يحصل اللاعبون على العلاج الطبيعي وجلسات الاستشفاء والغذاء المناسب، ثم يحصلون على راحة لمدة يوم أو أكثر قليلا؛ حتى يستكملوا عملية الاستشفاء وراحة الجسد، لأننا نريدهم جاهزين ومستعدين، وتركيزنا منصب الآن على المباريات المقبلة.
لم يكن الأمر سهلا في جميع المباريات التي خضناها في دوري الأبطال، ففي أول مباراة لنا أمام سونيديب في النيجر، كانت درجة الحرارة مرتفعة للغاية، وأرضية الملعب سيئة، لذلك فمن المهم للغاية أن تذهب إلى هناك وأنت لديك العقلية للتعامل مع مثل هذه الظروف، ثم جاء بعده دور المجموعات ومواجهة سيمبا التنزاني، وأعتقد أنها أيضا كانت مواجهة غاية في الصعوبة بعدما سمحوا لخمسين ألف مشجع بحضور اللقاء، وخضنا المباراة في الساعة الثانية ظهرا، وفي درجة حرارة مرتفعة، ولهذا كانت الظروف صعبة للغاية، وإذا ما نظرت للصور أو الفيديوهات التي صورت لاستعدادنا قبل اللقاء، ستدرك أن الوضع كان صعبا هناك، مثلما حدث في السودان عند مواجهة المريخ، فقد قمنا فقط بتدريبات خفيفة؛ نظرا لجفاف أرضية الملعب السيئة، كذلك كانت الأمور صعبة أيضا أمام ما ميلودي صن داونز، حيث توجب علينا الحفاظ على تقدمنا بهدفين في لقاء الذهاب، والحمد لله أننا سجلنا مبكرا في لقاء العودة، مما سهل نسبيا من مهمتنا هناك، لكن واجهتنا صعوبات كثيرة بسبب الرحلة الطويلة، بالإضافة إلى ضغط المباريات الكبير الذي تعرضنا له قبل مواجهة صن داونز، حيث واجهنا الزمالك في منتصف الأسبوع قبل لقاء الذهاب، لذلك لم يكن الأمر سهلا بالنسبة لنا، وعموما لابد أن أشدد على أننا بذلنا مجهودا كبيرا للغاية للوصول إلى النهائي.
بالتأكيد صعب للغاية، فقد كنت أعلم الكثير عن كايزر تشيفز عندما عملت في جنوب إفريقيا، والآن لا أعلم الكثير عن الفريق في هذا الموسم، لقد قاموا باستقطاب مدرب جديد.. ثم رحل وتعاقدوا مع مدرب آخر، لكن مستواهم في الدوري الجنوب الإفريقي لم يكن جيدا، فهم متواجدون دائما في المركز الثاني أو الثالث أو الرابع خلف صن داونز في ترتيب جدول الدوري، ولكن المنافسة بينهم تشبه المنافسة بين الأهلي والزمالك ، وهو فريق جيد، وهم نفس فريق الموسم الماضي، ولا يجب أن ننظر لمستواهم في الدوري المحلي، وعلينا أن نتعامل معهم بحذر؛ لأنهم الفريق الذي وصل إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا.
أعتقد أن الفارق كبير والدوافع أيضا مختلفة، ولابد أن نسأل أنفسنا كيف وصلوا للنهائي؟ ليس من السهل على أي فريق الوصول للنهائي، ولن تستطيع أن تحدد مستوى معينا لهم، فمن الممكن أن يلعبوا مباراة جيدة للغاية، وفي بعض الأوقات لا يلعبون بنفس الكفاءة، لقد خسروا من الوداد برباعية في ملعب محايد، ثم واجهوا الوداد مرة أخرى في المغرب وهزموهم، وخسروا 3-0 من سيمبا وفازوا بنتيجة4-0 على أرضهم، كما نجحوا أيضا في التغلب على صن داونز هذا الموسم في الدوري، إنه فريق يصعب كثيرا تحديد مستواه بشكل قاطع، ولا يمكن أن تتعامل بالطريقة المعتادة معهم، علينا التركيز على مبارياتهم في دوري الأبطال؛ لأن هذه المباريات هي التي تحدد مستواهم في البطولة، وليس مبارياتهم في الدوري المحلي، سوف نسعى لمشاهدة مبارياتهم، ودراسة نقاط القوة والضعف ؛ حتى نصل بالفريق في المباراة النهائية إلى أفضل شكل ممكن.
تربطني علاقة رائعة مع جميع اللاعبين، وهذا شيء مهم في تنفيذ التعليمات الفنية، وفي الارتقاء بشكل عام بمستوى الفريق وأهم شيء أؤكد عليه في جلساتي معهم هو ضرورة اللعب من أجل الأهلي والدفاع عن ألقابه وتاريخه، وأن يحققوا تاريخا لأنفسهم يفخرون به في المستقبل أمام عائلاتهم، وأنا مهمتي مع الفريق تبدأ بالتحضير لأي لقاء من خلال دراسة المنافس وتحديد نقاط القوة والضعف وشرحها للاعبين، حتى يقدموا أفضل أداء خلال المباريات، أنا أريدهم دائما أن يقللوا من الأخطاء، وأن يقوموا باستغلال إمكاناتهم بأفضل طريقة.
أفشة مثل جميع اللاعبين في الفريق يقوم بالدور المطلوب منه في أي وقت خلال المباراة، هو بكل تأكيد أحد أهم لاعبي الفريق.
أفشة لديه حس فكاهي، لقد أخبرني قبل اللقاء أنه علينا أن نحتفل بهذه الطريقة إذا ما سجلنا لذلك جاء لي وعلمني كيف أقوم بهذه الحركات، أحببت القيام بهذا الأمر فهو ليس فقط مجرد احتفال عادي بل مرتبط بتسجيلنا للأهداف، من الجيد أن نحظى ببعض المرح ونحن نلعب كرة القدم، ففي الوقت الذي تقترن فيه كرة القدم بالجدية، علينا أن نحظى بالقليل من المرح أيضا.
أكرم توفيق لعب ظهيرًا أيمن من قبل، ولكن الاختلاف هذه المرة هو أنه لعب جناحًا مدافعًا، فهناك فرق بين مركز الظهير الأيمن ومركز الجناح المدافع من حيث المهمات والتوظيف داخل الملعب، فهو أنسب شخص لمركز الجناح المدافع، هو لاعب متوازن في الشق الهجومي والشق الدفاعي، لذلك الطريقة التي لعبنا بها أمام الترجي كانت مناسبة له؛ لأنه في الأصل لاعب خط وسط، ويعرف كيف يتعامل عندما تكون الكرة في حوزته، هو لاعب قوي ويذهب إلى الأمام، ويرسل عرضيات، وفي نفس الوقت يدافع بطريقة جيدة، كما أنه يجيد الدفاع في موقف لاعب ضد لاعب، بالإضافة إلى تحليه بالقوة البدنية، أنا مسرور جدا بمستواه بعدما تعرضنا للعديد من الإصابات في الفترة الماضية في هذا المركز، حيث أصيب الثنائي أحمد رمضان بيكهام ومحمد هاني، وكان أكرم جاهزًا فشارك في هذا المركز، ومن قبله كنا نعتمد على ربيعة وهذا أمر طبيعي فجميع اللاعبين بإمكانهم اللعب في مراكز مختلفة، اعتمدنا على ربيعة ظهيرًا أيمن، وفي خط الوسط من قبل، ولكن هو في الأصل مدافع، نفس الشيء ينطبق على أكرم توفيق الذي يلعب في خط الوسط، ولكن اعتمدنا عليه ظهيرًا أيمن وجناحًا مدافعًا.
حمدي فتحي يلعب في خط الوسط، لكن خلال الفترة الماضية اعتمدنا عليه في مركز «الليبرو» المتقدم، حيث يلعب بجوار قلبي الدفاع في بعض الأحيان ونجح في مهمته بشكل كبير جدا، وأود أن أشكره على الأداء الرائع الذي يقدمه، نعم لدينا هويتنا الخاصة، وهي النظام الأساسي الذي نلعب به، لكن طريقة اللعب قد تتغير وتتغير معها واجبات اللاعبين ففي بعض الأحيان يلعب معلول كجناح مدافع وليس ظهيرا أيسر. فمثلا غيرت طريقة اللعب عندما ذهبنا لمواجهة صن داونز، ولكننا لعبنا بأسلوبنا المعتاد حينما واجهنا نهضة بركان وعندما ذهبنا إلى الترجي، عدنا إلى الطريقة التي اعتمدنا عليها أمام صن داونز في لقاء الذهاب وبدأنا بنفس التشكيل أيضًا في مباراة العودة.
الأمر لا يتعلق بالعواطف، لقد جنَّبت عواطفي الشخصية حين واجهت ماميلودي صن داونز، والذي تعاونت معه لفترة طويلة، مباراة كايزر تشيفز لا تتعلق بي.. ولا تتعلق بكوني من جنوب إفريقيا.. المهم عندي أنني وصلت للمحطة الأخيرة، وأمامي 90 دقيقة تفصلني عن هدفي، ولا بد أن أجتهد خلالها للوصول لهذا الهدف، مع التأكيد على هذا المفهوم مع اللاعبين خلال المحاضرات التي تسبق المباراة.
هذا سؤال صعب جدا لكنه جيد، أنا مدرب كرة قدم ولست استشاريًّا نفسيًّا، ولا ألقي خطابات تحفيزية.. سأنتظر اللاعبين لاتحدث معهم خلال الساعات القادمة بعد عودتهم من الراحة؛ لأننا كنا نخوض تحديًا مختلفًا، مما يحتم علينا أن نعيد حساباتنا لنبدأ تحديًا من نوع آخر. فالأمر أشبه بسباقات الفورمولا 1 والجراند بريكس، كل سباق يختلف عن الآخر، وكل منهم له مساره الخاص الذي تسير عليه.
يجب علينا أن نستعد ذهنيًّا للمباراة المقبلة أمام بيراميدز فهي ليست سهلة، وأول مواجهة لي أمامهم لعبنا نحو 70 دقيقة بعشرة لاعبين فقط، وكنا نستحق أن نفوز بهذه المباراة، وفي مواجهتي الثانية معهم كانت صفوفنا فيها مكتملة وانتهت بالتعادل السلبي، نأمل أن نعود بشكل جيد إن شاء الله، فما زال لدينا العديد من المباريات، وسيكون لدينا برنامج شاق جدا، لحسن الحظ لدينا عدد كبير من اللاعبين المتاحين الآن، فاللاعبون سيساعدونك علي الفوز بالمباراة. لذلك فنحن نأمل أن نحافظ على نفس الشكل والمستوى لنتخطى هذه المرحلة، فلدينا جدول مزدحم للغاية.
التعاون قائم ومثمر، وأجتمع على انفراد مع الكابتن الخطيب، وأتحدث مع الجميع وأنقل لهم ما يحدث، يسألونني عن رأيي في الفريق، والعديد من الخطوط العريضة الخاصة بنا بشكل عام.
هي اجتماعات قصيرة ولكنها مثمرة للغاية يسألني عن الأشياء المهمة وعن توجهات الفريق واحتياجاته وكيفية مساعدتنا، يسألني أيضًا عن رأيي في بعض الأمور التي تتعلق بالفريق، الأمور تسير بشكل جيد، وأنا سعيد هنا، وفي مكانة جيدة، وأعمل مع رئيس مارسَ كرة القدم من قبل، ويدرك جيدًا التحديات التي تواجهني، ويفهم أيضًا الصعوبات التي نمر بها كما أنه يقيم ما يحدث بطريقة جيدة فهو ذكي جدًّا.. إنه أسطورة فبإمكانك أن ترى حب وتقدير الجميع له في أي مكان كما يمكنك أن تشاهد أيضًا لقطاته لاعبًا، فهو رجل ذو قيمة كبيرة، وله مني كل الاحترام والتقدير. وعندما يتحدث تكون كلماته مؤثرة ولها أهمية كبيرة. أنا سعيد بأنني أعمل مع شخص يفهم طبيعة هذه اللعبة؛ وهذا شيء مهم جدًّا؛ لأنه يعرف الكثير عن طبيعة هذه اللعبة، فأحيانًا تواجه بعض المشاكل إذا ما عملت مع أشخاص لم يمارسوا كرة القدم.
نحن نفتقد جماهير الأهلي كثيرا، شاهدناهم في قطر خلال كأس العالم للأندية وكأس السوبر الإفريقي نظرًا لأن هناك العديد من المصريين الذين يعيشون هناك، كان من الرائع أن نراهم، ونعدهم ببذل أقصى جهد في المرحلة المقبلة؛ للتتويج بدوري الأبطال والعودة من جديد للمشاركة في كأس العالم للأندية، فبالنسبة لي، دائمًا ما أرى صورهم وأجواءهم الخاصة عن طريق حسابات التواصل الاجتماعي الخاصة بالنادي.. الجماهير بدأت في العودة بأوروبا، وأتمنى أن يعودوا قريبًا هنا أيضًا، ولكن يجب أن نحترم قرارات المسئولين الذين يبذلون مجهودات كبيرة للحفاظ على حياتنا.